إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يُنَادُونَهُمۡ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمۡ فَتَنتُمۡ أَنفُسَكُمۡ وَتَرَبَّصۡتُمۡ وَٱرۡتَبۡتُمۡ وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (14)

{ ينادونهم } استئنافٌ مبنيٌّ على السؤالِ كأنَّه قيلَ فماذَا يفعلونَ بعد ضربِ السُّورِ ومشاهدةِ العذابِ فقيلَ يُنادونَهم { أَلَمْ نَكُن } في الدُّنيا { مَّعَكُمْ } يريدونَ به موافقتَهم لهُم في الظَّاهرِ { قَالُوا بلى } كنتُم معنَا بحسبِ الظاهرِ { ولكنكم فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ } محنتمُوها بالنفاقِ وأهلكتمُوها { وَتَرَبَّصْتُمْ } بالمؤمنينَ الدوائرَ { وارتبتم } في أمرِ الدِّينِ { وَغرَّتْكُمُ الأماني } الفارغةُ التي من جُمْلتها الطمعُ في انتكاس أمرِ الإسلامِ { حتى جَاء أَمْرُ الله } أي الموتُ { وَغَرَّكُم بالله } الكريمِ { الغرور } أي غرَّكُم الشيطانُ بأنَّ الله عفوٌّ كريمٌ لا يُعذبكم . وقُرِئَ الغُرورُ بالضمِّ .