النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ خَالِصَةٞ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِنَاۖ وَإِن يَكُن مَّيۡتَةٗ فَهُمۡ فِيهِ شُرَكَآءُۚ سَيَجۡزِيهِمۡ وَصۡفَهُمۡۚ إِنَّهُۥ حَكِيمٌ عَلِيمٞ} (139)

{ وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا } ، قرأ الأعمش { خَالِصٌ } ، وفي { خَالِصَةٌ } وفي { خَالِصٌ } وجهان :

أحدهما : أن { خَالِصَةٌ } أبلغ من { خَالِصٌ } وإن كانت في معناه فدخلت الهاء{[979]} للمبالغة كقولهم : علاَّمة ، ونسَّابة ، قاله الكسائي .

والثاني : أن دخول الهاء يوجب عوده إلى الأنعام لتأنيثها ، وحذف الهاء ، يوجب عوده إلى ما في بطونها لتذكيره ، قاله الفراء{[980]} .

وفي ذلك ثلاثة أقاويل :

أحدها : أن ما في بطونها الأجنة ، قاله : مجاهد .

والثاني : الألبان ، قاله قتادة{[981]} .

والثالث : الجميع : الأجنة والألبان ، قاله مقاتل .

وفي جعلهم ذلك لذكورهم دون إناثهم وأزواجهم قولان :

أحدهما : لأن الذكور هم خدام{[982]} الأوثان .

والثاني : تفضيلاً للذكور على الإناث .

وأصل الذكر من الذِّكْر ، وفي أخذه من الذِّكْر وجهان :

أحدهما : لأنه المذكور بين الناس فكان أنبه ذِكْراً من الأنثى .

والثاني : لأنه أشرف ، والذِّكْر هو الشرف ، قاله الله تعالى :

{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ }

[ الزخرف : 44 ] أي شرف .


[979]:- المقصود: التاء، لأنها عند الوقف عليها تلفظ هاء.
[980]:- سقط من ق.
[981]:- سقط من ك.
[982]:- في ك: حدا.