إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (45)

{ فَقُطِعَ دَابِرُ القوم الذين ظَلَمُوا } أي آخِرُهم بحيث لم يبقَ منهم أحد ، مِنْ دبره دبراً أي تبعه ، ووضعُ الظاهر موضع الضمير للإشعار بعلة الحكم فإن هلاكهم بسبب ظلمهم الذي هو وضعُ الكفر موضعَ الشكر وإقامةُ المعاصي مُقامَ الطاعات { والحمد للَّهِ رَبّ العالمين } على ما جرى عليهم من النَّكال ، فإن إهلاك الكفار والعصاة من حيث أنه تخليصٌ لأهل الأرض من شؤم عقائدِهم الفاسدة ، وأعمالهم الخبيثة ، نعمةٌ جليلة مستجلِبةٌ للحمد ، لاسيما مع ما فيه من إعلاءِ كلمةِ الحق التي نطقَت بها رسلُهم عليهم السلام .