وقوله تعالى : { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكّرُوا بِهِ } عطفٌ على مقدَّر ينساق إليه النظمُ الكريم أي فانهمَكوا فيه ونسُوا ما ذُكَّروا به من البأساء والضّراء ، فلما نسوه { فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلّ شيء } من فنون النَّعْماء على منهاج الاستدراج ، لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال : «مُكِر بالقوم ورب الكعبة » وقرئ ( فتّحنا ) بالتشديد للتكثير وفي ترتيب الفتح على النسيان المذكور إشعارٌ بأن التذكر في الجملة غير خالٍ عن النفع ، و( حتى ) في قوله تعالى : { حتى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا } هي التي يُبتدأ بها الكلام دخلت على الجملة الشرطية كما في قوله تعالى : { حتى إِذَا جَاء أَمْرُنَا } [ هود ، الآية 40 ] الآية ونظائرِه ، وهي مع ذلك غاية لقوله تعالى : { فَتَحْنَا } أو لما يدل هم عليه كأنه قيل : ففعلوا ما فعلوا حتى إذا اطمأنوا بما أتيح لهم وبطِروا وأشِروا{[212]} { أخذناهم بَغْتَةً } أي نزل بهم عذابنا فجأةً ليكون أشدَّ عليهم وقعاً وأفظع هولاً { فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } متحسِّرون غاية الحسرة آيسون من كل خير ، واجمون ، وفي الجملة الاسمية دلالة على استقرارهم على تلك الحالة الفظيعة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.