إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَٱعۡتَرَفُواْ بِذَنۢبِهِمۡ فَسُحۡقٗا لِّأَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (11)

{ فاعترفوا بِذَنبِهِمْ } الذي هو كُفرهم وتكذيبُهُم بآياتِ الله ورسولِهِ ، { فَسُحْقًا } بسكونِ الحاءِ ، وقُرِئَ بضمِّها ، مصدرٌ مؤكدٌ إمَّا لفعلٍ متعد من المزيدِ بحذفِ الزوائدِ ، كَما في قعدكَ الله ، أي فأسحقَهُم الله أي أبعدَهُم من رحمتِهِ ، سُحْقَاً أي إسْحَاقاً ، أو لفعلٍ مترتبٍ على ذلكَ الفعلِ ، أي فأسحقَهُم الله فسَحقُوا أي بُعدوا سُحقاً أي بُعْداً ، كما في قولِ مَنْ قالَ : [ الطويل ]

وعضةُ دهرٍ يا ابْنَ مروانَ لم تَدَع *** مِنَ المالِ إلا مُسْحَتٌ أو مُجلِّفُ{[791]}

أي لم تدعَ فلم يبقَ إلا مسحتٌ الخ ، وعلى هذينِ الوجهينِ قولُه تعالَى : { وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا } [ سورة آل عمران ، الآية 37 ] واللامُ في قولِهِ تعالَى : { لأصحاب السعير } للبيانِ كما في هيتَ لكَ ونحوِهِ ، والمرادُ بهم الشياطينُ والداخلونَ في عدادِهِم بطريقِ التغليبِ .


[791]:وهو للفرزدق في ديوانه (2/26)؛ وجمهرة أشعار العرب (ص880)؛ وخزانة الأدب (1/237)، (8/543)؛ ولسان العرب (سحت)، (جلف)، (ودع)؛ وبلا نسبة في الإنصاف (1/188)، وشرح شواهد الإيضاح (ص279)؛ وشرح المفصل (1/31)، (10/103).