{ يا بني آدم } خطابٌ للناس كافةً ، وإيرادُهم بهذا العنوان مما لا يخفي سرُّه { قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا } أي خلقناه لكم بتدبيرات سماويةٍ وأسبابٍ نازلةٍ منها ، ونظيرُه { وَأَنزَلَ لَكُمْ منَ الأنعام } [ الزمر ، الآية 6 ] الخ ، وقوله تعالى : { وَأَنزْلْنَا الحديد } [ الحديد ، الآية 25 ] { يواري سَوآتكم } التي قصد إبليسُ إبداءَها من أبويكم حتى اضطُروا إلى خصف الأوراق وأنتم مستغنون عن ذلك . وروي أن العرب كانوا يطوفون بالبيت عرايا ويقولون : لا نطوف بثياب عصينا الله تعالى فيها فنزلت . ولعل ذكر قصةِ آدمَ عليه السلام حينئذ للإيذان بأن انكشافَ العورة أولُ سوءٍ أصاب الإنسان من قِبَل الشيطان ، وأنه أغواهم في ذلك كما أغوى أبويهم { وَرِيشًا } ولباساً تتجملون به ، والريشُ الجمالُ وقيل : مالاً ، ومنه ترّيش الرجلُ أي تموّل وقرئ رياشاً وهو جمعُ ريشٍ كشِعْب وشِعاب { وَلِبَاسُ التقوى } أي خشيةُ الله تعالى ، وقيل : الإيمانُ ، وقيل : السمتُ الحسَنُ ، وقيل : لباسُ الحرب ، ورفعُه بالابتداء خبرُه جملةُ { ذلك خَيْرٌ } أو خبرٌ وذلك صفتُه كأنه قيل : ولباسُ التقوى المشارُ إليه خيرٌ وقرئ ولباسَ التقوى بالنصب عطفاً على لباساً { ذلك } أي إنزالُ اللباس { مِنْ آيات الله } دالةٌ على عظيم فضلِه وعميمِ رحمتِه { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } فيعرِفون نعمتَه أو يتّعظون فيتورّعون عن القبائح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.