{ لَمْ يَكُنِ الذين كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكتاب } أي اليهودُ والنَّصارَى ، وإيرادُهم بذلكَ العنوانِ للإشعارِ بعلةِ ما نُسبَ إليهمْ من الوعدِ باتباعِ الحقِّ ، فإنَّ مناطَ ذلكَ وجدانُهم لَهُ في كتابِهم ، وَإِيرادُ الصلةِ فعلاً لما أنَّ كُفرهم حادثٌ بعدَ أنبيائِهم { والمشركين } أيْ عبدةِ الأصنامِ ، وقُرِئَ ( وَالمشركونَ ) عطفاً على الموصولِ { مُنفَكّينَ } أي عمَّا كانُوا عليهِ من الوعدِ باتباعِ الحقِّ والإيمانِ بالرسولِ المبعوثِ في آخرِ الزمانِ والعزمِ على إنجازِه ، وهَذَا الوعدُ من أهلِ الكتابِ مما لا ريبَ فيه ، حَتَّى إنَّهم كانُوا يستفتحونَ ويقولونَ : اللهمَّ افتحْ علينَا وانصرنا بالنبيِّ المبعوثِ في آخرِ الزمانِ ، ويقولونَ لأعدائِهم منَ المشركينَ : قد أظلَّ زمانُ نبيَ يخرجُ بتصديقِ ما قلنَا فنقتلُكُم مَعَهُ قتلَ عادٍ وإرمَ ، وأما منَ المشركينَ فلعلَّهُ قدْ وقعَ من متأخريهمْ بعدَ مَا شَاعَ ذلكَ من أهلِ الكتابِ ، واعتقدوا صحتَهُ بَمَا شاهدُوا من نصرتهم على أسلافهم كما يشهدُ به أنهم كانوا يسألونهم عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم هلْ هُوَ المذكورُ في كتابِهم ، وكانوا يغرونَهُم بتغييرِ نعوتِه عليهِ السَّلامُ . وانفكاكُ الشيءِ أنْ يزايَلَهُ بعدَ التحامِه كالعظمِ إذا انفكَّ من مفصلِه ، وفيهِ إشارةٌ إلى كمالِ وكادةِ وعدِهم ، أيْ لم يكُونوا مفارقينَ للوعدِ المذكورِ ؛ بلْ كانُوا مجمعينَ عليهِ ، عازمينَ على إنجازِه { حتى تَأْتِيَهُمُ البينة } التي كانُوا قد جعلوا إتيانها ميقاتاً لاجتماعِ الكلمةِ والاتفاقِ عَلى الحقِّ ، فجعلوه ميقاتاً للانفكاكِ والافتراقِ وإخلافِ الوعدِ ، والتعبيرُ عن إتيانِها بصيغةِ المضارعِ باعتبارِ حالِ المحكيِّ لا باعتبارِ حالِ الحكايةِ ، كما في قولِه تعالَى : { واتبعوا مَا تَتْلُوا الشياطين } [ سورة البقرة ، الآية 102 ] أي تلتْ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.