الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{۞وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذٖ} (108)

{ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ } قرأ أهل الكوفة : ( سُعدوا ) بضم السين أي رُزقوا السعادة ، وسعد وأُسعد بمعنى واحد ، وقرأ الباقون بفتح السين قياساً على الذين شقوا ، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم { فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ } . الضحّاك : إلاّ ما مكثوا في النار حتى أُدخلوا الجنة ، أبو سنان : إلاّ ما شاء ربك من الزيادة على قدر مدة دوام السماء والأرض ، وذلك هو الخلود فيها ، قال الله { عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } غير مقطوع .

وكيع بن الجراح : كفرت الجهمية بأربع آيات من كتاب الله ، قال الله تعالى في وصف نعيم الجنة

{ لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } [ الواقعة : 33 ]وقالت الجهمية : يقطع فيمنع عنهم ، وقال الله

{ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا } [ الرعد : 35 ] وقالوا : لا يدوم ، وقال الله و

{ مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ } [ النحل : 96 ] وقالوا : لا يبقى ، وقال الله { عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } وقالوا : يُجذ ويُقطع .