النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذٖ} (108)

قوله عز وجل : { وأمّا الذين سُعدُوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك } فيها خمسة تأويلات :

أحدها : دامت سموات الدنيا وأرضها إلا ما شاء ربك من الزيادة عليها في الخلود فيها :

الثاني : إلا ما شاء ربك من مدة يوم القيامة .

الثالث : إلا ما شاء ربك من مدة مكثهم في النار إلى أن يخرجوا منها ، قاله الضحاك .

الرابع : خالدين فيها يعني أهل التوحيد ، إلا ما شاء ربك يعني أهل الشرك وهو يشبه قول أبي نضرة .

الخامس : خالدين فيها إلا ما شاء ربك أي ما شاء من عطاء غير مجذوذ ، فتكون { إلا } هنا بمعنى الواو كقول الشاعر{[1401]} :

وكلُّ أخٍ مفارقُهُ أخوه *** لعمر أبيك إلا الفرقدان .

أي والفرقدان .

{ عطاءً غير مجذوذ } فيه وجهان :

أحدهما : غير مقطوع .

الثاني : غير ممنوع .


[1401]:هو عمرو بن معدي كرب وقيل: حضرمي بن عامر.