بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذٖ} (108)

قوله تعالى : { وَأَمَّا الذين سُعِدُواْ } قرأ حمزة ، والكسائي ، وعاصم ، في رواية حفص : { سُعِدُواْ } بضم السين . وقرأ الباقون بنصب السين . فمن قرأ بالنصب ، فمعناه : الذين استوجبوا السعادة في الجنة ، ومن قرأ بالضم ، فمعناه : وأما الذين سُعِدُوا ، أي قدر لهم السعادة ، وخلقوا للسعادة { فَفِى الجنة خالدين فِيهَا مَا دَامَتِ *** السموات والأرض *** إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ } أن يحبس في المحشر ، وعلى الصراط . ويقال : الذين شقوا يعني : الكفار ، والذين سعدوا المؤمنين ، ومعناه : الكفار في النار إلا ما شاء الله أن يسلموا ، والمؤمنون في الجنة إلا ما شاء الله أن يرجعوا عن الإسلام . ويقال : { إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ } يعني : قد شاء ربك .

ثم قال : { عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ } يعني : رزقاً غير منقطع عنهم ، ولا ينقص من ثمارهم ، ولا من نعمتهم .