الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{يَوۡمَ يَأۡتِ لَا تَكَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ فَمِنۡهُمۡ شَقِيّٞ وَسَعِيدٞ} (105)

{ يَوْمَ يَأْتِ } وقرئ بإثبات الياء وحذفه ، وهما لغتان وحذف الياء له طريقان كالكسرة عن الياء والضمة من الواو ، كقول الشاعر :

كفاك كفّ ما تليق ودرهما *** جوداً وأخرى تُعط بالسيف الدما

{ لاَ تَكَلَّمُ } أي : لا تتكلم { نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } نظير { تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ } [ القدر : 4 ] أي : تتنزل .

قال لبيد :

والعين ساكبة على أطلائها *** عوذا تأجّل بالفضاء بهامها

( أي تتأجل ) .

{ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ } قال ابن عباس : فمنهم شقي كتبت عليه السعادة ، وروى عبد الله ابن دينار عن ابن عمر " عن عمر ، قال : لمّا نزلت هذه الآية سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا نبي الله فعلى ما عملنا ، على شيء قد فرغ منه أو على شيء لم يفرغ منه ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : على شيء قد فرغ منه يا عمر ، وجرت به الأقلام ولكن كلٌّ ميسّر لما خلق له " .

وروي عنه ( عليه السلام ) : " الشقي من شقي في بطن أُمّه ، والسعيد من سعد في بطن أُمّه " .