الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالَ لَنۡ أُرۡسِلَهُۥ مَعَكُمۡ حَتَّىٰ تُؤۡتُونِ مَوۡثِقٗا مِّنَ ٱللَّهِ لَتَأۡتُنَّنِي بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يُحَاطَ بِكُمۡۖ فَلَمَّآ ءَاتَوۡهُ مَوۡثِقَهُمۡ قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٞ} (66)

{ قَالَ } لهم يعقوب : { لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ } تعطوني { مَوْثِقاً مِّنَ اللَّهِ } يعني تحلفوا لي بحقّ محمّد خاتم النبيين وسيد المُرسلين أن لا تغدروا بأخيكم { لَتَأْتُنَّنِي بِهِ } وإنّما دخلت فيه اللام لأنّ معنى الكلام اليمين { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } إلاّ أن تهلكوا جميعاً ، قاله مجاهد ، وقال قتادة : إلاّ أن يُغلبوا حتى لا يطيقوا ذلك .

{ فَلَمَّآ آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ } أعطوه عهودهم ، وقال جويبر عن الضحّاك عن ابن عباس : حلفوا له بحقّ محمد صلى الله عليه وسلم ومنزلته من ربّه { قَالَ } يعقوب { اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } أي شاهد وحافظ بالوفاء ، وقال القتيبي : كفيل ، وقال كعب : لمّا قال يعقوب : فالله خيرٌ حافظاً ، قال الله جلّ ذكره : وعزّتي لأردّن عليك كليهما بعدما توكّلت عليّ ، وقال لهم يعقوب لما أرادوا الخروج [ هذا ] ،