فقيل : { قال } يعقوب عليه السلام : { لن أرسله } ، أي : بنيامين كائناً { معكم } ، أي : في وقت من الأوقات { حتى تؤتوني موثقاً } ، أي : عهدا مؤكداً { من الله } قرأ ابن كثير بإثبات الياء بعد النون وقفاً ووصلاً ، وأبو عمرو بإثبات الياء وقفاً لا وصلاً ، وحذفها الباقون وقفاً ووصلاً ، وقوله { لتأتنني } ، أي : كلكم { به } أي : تحلفوا بالله لتأتنني به من الإتيان ، وهو المجيء في كل حال جواب القسم ، أو المعنى حتى تحلفوا بالله لتأتنني به { إلا } ، أي : في حال { أن يحاط } ، أي : تحصل الإحاطة بمصيبة من المصائب لا طاقة لكم بها { بكم } فتهلكوا من عند آخركم كل ذلك زيادة في التوثيق بما حصل له من المصيبة بيوسف عليه السلام ، وإن كان الاعتماد في حفظه إنما هو على الله تعالى ، وهذا من باب اعقلها وتوكل ، فأجابوه إلى ذلك كما قال تعالى { فلما آتوه موثقهم } بذلك { قال الله على ما نقول } نحن وأنتم { وكيل } ، أي : شهيد ، وأرسله معهم بعد ذلك .
فإن قيل : لم أرسله معهم وقد شاهد منهم ما شاهد في يوسف عليه السلام ؟ أجيب : بأن ذلك لوجوه : أحدها : أنهم كبروا ومالوا إلى الخير والصلاح ، الثاني : أنه كان شاهد أنه ليس بينهم وبين بنيامين من الحسد والحقد مثل ما كان بينهم وبين يوسف عليه السلام ، الثالث : لعل الله أوحى إليه وضمن حفظه وإيصاله إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.