الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَهُمۡ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغۡنِي عَنۡهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٍ إِلَّا حَاجَةٗ فِي نَفۡسِ يَعۡقُوبَ قَضَىٰهَاۚ وَإِنَّهُۥ لَذُو عِلۡمٖ لِّمَا عَلَّمۡنَٰهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (68)

{ وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم } وكان لمصر أربعة أبواب فدخلوها من أبوابها كلّها ، { مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ } صدّق الله تعالى يعقوب فيما قال { إِلاَّ حَاجَةً } حزازة وهمّة في نفس يعقوب { قَضَاهَا } أشفق عليهم إشفاق الآباء على أبنائهم { وَإِنَّهُ } يعقوب { لَذُو عِلْمٍ لِّمَا } : أي مما { عَلَّمْنَاهُ } يعني لتعليمنا إيّاه ، قاله قتادة ، وروى سفيان عن ( ابن ) أبي عروة قال : إنّه العامل بما علم ، قال سفيان : من لا يعمل لا يكون عالماً ، وقيل : إنّه لذو حظّ لِما علّمناه .

{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } ما يعلم يعقوب ، أي لا يعرفون مرتبته في العلم .