{ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حتى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مّنَ الله } أي : حتى تعطوني ما أثق به ، وأركن إليه من جهة الله سبحانه ، وهو الحلف به ، واللام في { لَتَأْتُنَّنِي بِهِ } جواب القسم ، لأن معنى { حتى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مّنَ الله } : حتى تحلفوا بالله لتأتني به أي : لتردنّ بنيامين إليّ . والاستثناء بقوله : { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } هو من أعمّ العام ، لأن { لَتَأْتُنَّنِي بِهِ } وإن كان كلاماً مثبتاً فهو في معنى النفي ، فكأنه قال : لا تمنعون من إتياني به في حال من الأحوال لعلة من العلل إلاّ لعلة الإحاطة بكم ، والإحاطة مأخوذة من إحاطة العدو ، ومن أحاط به العدوّ فقد غلب أو هلك . فأخذ يعقوب عليهم العهد بأن يأتوه ببنيامين إلاّ أن تغلبوا عليه أو تهلكوا دونه ، فيكون ذلك عذراً لكم عندي { فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ } أي : أعطوه ما طلبه منهم من اليمين { قَالَ الله على مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } أي : قال يعقوب : الله على ما قلناه من طلبي الموثق منكم وإعطائكم لي ما طلبته منكم مطلع رقيب لا يخفى عليه منه خافية ، فهو المعاقب لمن خاس في عهده ، وفجر في الحلف به ، أو موكول إليه القيام بما شهد عليه منا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.