الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ} (11)

{ وَإِذَا } : حرف توقيت بمعنى حينئذ ، وهي تؤذن بوقوع الفعل المنتظر وفيها معنى الجزاء ، { قِيلَ } : فعل ماض مجهول ، وكان في الأصل قول مثل قيل ، فآستثقلت الكسرة على الواو فنقلت كسرتها إلى فاء الفعل فانقلبت الواو ياءاً لكسرة ما قبلها ، هذه اللغة العالية وعليها العامة وهي اختيار أبي عبيد .

وقرأ الكسائي ويعقوب : قُيل ، وغُيض ، وحُيل ، وسُيق ، وجُيء ، وشُيء وشُيت بإشمام الضمّة فيها لتكون دالة على الواو المنقلبة ، وفاصلة بين الصّدر والمصدر . { لَهُمْ } : يعني المنافقين ، وقيل : اليهود . قال لهم المؤمنون : { لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ } بالكفر والمعصية وتفريق الناس عن الإيمان بمحمد والقرآن ، وقال الضحّاك : تبديل الملّة وتغيير السّنة وتحريف كتاب الله .