{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ } : يعني مشركي العرب ، وقال الضحّاك : نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته .
وقال الكلبي : يعني اليهود ، وقيل : المنافقون .
وأصله من الكفر وهو التغطية والسّتر ، ومنه قيل للحراث : كافر ؛ لأنّه [ يستر البذر ] ، قال الله تعالى : { أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ } [ الحديد : 20 ] : يعني الزرّاع ، وقيل للبحر : كافر ، ولليل : كافر . قال لبيد :
حتى إذا ألقت يداً في كافر *** وأجن عورات الثغور ظلامها
ومنه : المتكفّر بالسلاح ، وهو الشاكي الذي غطّى السلاح جميع بدنه .
فيسمى الكافر كافراً لأنه ساترللحق ولتوحيد الله ونعمه ولنبوّة أنبيائه . { سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ } : أي واحد عليهم ومتساوي لديهم ، وهو اسم مشتق من التساوي . { أَأَنذَرْتَهُمْ } : أخوّفتهم وحذّرتهم .
قال أهل المعاني : الإنذار والإعلام مع تحذير ، يُقال : أنذرتهم فنذروا ، أي أعلمتهم فعلموا ، وفي المثل : وقد أُعذر من أنذر ، وفي قوله : { أَأَنذَرْتَهُمْ } وأخواتها أربع قراءات : تحقيق الهمزتين وهي لغة تميم وقراءة أهل الكوفة ؛ لأنها ألف الإستفهام دخلت على ألف القطع وحذف الهمزة التي وصلت بفاء الفعل وتعويض مده منها كراهة الجمع بين الهمزتين وهي لغة أهل الحجاز ، وادخال ألف بين الهمزتين وهي قراءة أهل الشام في رواية هشام وإحدى الروايتين عن أبي عمرو .
تطاولت فاستشرقت قرابته *** فقلن له : أأنت زيد لا بل قمر
والأخبار اكتفاء بجواب الإستفهام ، وهي قراءة الزهري . { أَمْ } : حرف عطف على الإستفهام . { لَمْ } : حرف جزم لا يلي إلاّ الفصل ؛ لأنّ الجزم مختص بالأفعال . { تُنْذِرْهُمْ } : تحذرهم { لاَ يُؤْمِنُونَ } وهذه الآية خاصّة فيمن حقّت عليه كلمة العذاب في سابق علم الله ، وظاهرها إنشاء ومعناها إخبار ، ثمّ ذكر سبب تركهم للإيمان فقال : { خَتَمَ اللَّهُ } : أي طبع { عَلَى قُلُوبِهمْ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.