{ خَتَمَ اللَّهُ } : أي طبع { عَلَى قُلُوبِهمْ } والختم والطبع بمعنى واحد وهما التغطية للشيء [ والاستيثاق ] من أن يدخله شيء آخر .
فمعنى الآية : طبع الله على قلوبهم وأغلقها وأقفلها فليست تعي خبراً ولا تفهمه . يدل عليه قوله : { أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } [ محمد : 24 ] .
وقال بعضهم : معنى الطبع والختم : حكم الله عليهم بالكفر والشقاوة كما يُقال للرجل : ختمت عليك أن لا تفلح أبداً . { وَعَلَى سَمْعِهِمْ } : فلا يسمعون الحق ولا ينتفعون به ، وإنما وحّده لأنه مصدر ، والمصادر لا تُثنّى ولا تجمع ، وقيل : أراد سمع كل واحد منهم كما يُقال : آتني برأس كبشين ، أراد برأس كل واحد منهما ، قال الشاعر :
كلوا في نصف بطنكم تعيشوا *** فإن زمانكم زمن خميص
وقال سيبويه : توحيد السمع يدل على الجمع لأنه لا توحيد جمعين كقوله تعالى : { يُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } [ البقرة : 257 ] يعني الأنوار .
بها جيف الحسري فأما عظامها *** فبيض وأما جلدها فصليب
وقرأ ابن عبلة : وعلى أسماعهم ، وتم الكلام عند قوله { وَعَلَى سَمْعِهِمْ } .
ثم قال : { وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ } : أي غطاء وحجاب ، فلا يرون الحق ، ومنه غاشية السرج ، وقرأ المفضل بن محمد الضبي : { غِشَاوَةٌ } بالنصب كأنّه أضمر له فعلا أو جملة على الختم : أي وختم على أبصارهم غشاوة .
يدل عليه قوله تعالى :{ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً } [ الجاثية : 23 ] .
وقرأ الحسن : { غُشَاوَةٌ } بضم الغين ، وقرأ الخدري : { غَشَاوَةٌ } بفتح الغين ، وقرأ أصحاب عبد الله : غشوة بفتح الغين من غير ألف . { وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } : القتل والأسر في الدنيا ، والعذاب الأليم في العقبى ، والعذاب كلّ ما يعنّي الإنسان ويشقّ عليه ، ومنه : عذّبه السواط ما فيها من وجود الألم ، وقال الخليل : العذاب ما يمنع الانسان من مراده ، ومنه : الماء العذب لأنه يمنع من العطش .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.