فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ} (11)

{ وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون } .

{ وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض } يعني المنافقين والقائل لهم هو الله أو الرسول أو المؤمنون ، والمعنى لا تفسدوا بالنفاق وموالاة الكفر وتعويق الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن : فإنكم إذا فعلتم ذلك فسد ما في الأرض بهلاك الأبدان وخراب الديار ، وبطلان الذرائع وخراب العالم كما هو مشاهد عند ثوران الفتن وهيج الحروب والتنازع ، والفساد خروج الشيء عن الحالة اللائقة به والاعتدال ، والصلاح ضده وكلاهما يعمان كل ضار ونافع .

{ قالوا إنما نحن مصلحون } يعني يقولونه كذبا { وإنما } من أدوات القصر كما هو مبين في علم المعاني ، والصلاح ضد الفساد ، وهذا الجواب منهم رد للناصح على أبلغ وجه لأنهم تصوروا الفساد بصورة الصلاح لما في قلوبهم من المرض .