الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ نَصِيبٞ مِّمَّا كَسَبُواْۚ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (202)

{ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ } يعني من حجّ عن ميت كان الأجر بينه وبين الميت .

عن الفضل بن عبّاس " إنه كان ردف النبيّ صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال : إن أمي عجوز كبيرة لا تستمسك على الرحل و ان ربطتها [ خشيت ] أن أقتلها .

فقال له : أرأيت لو كان على أمك دين كنت قاضيه ؟ قال : نعم قال : فحجّ عنها " .

أبو سلمة عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في رجل أوصى بحجّة : «كتب له أربع حجات : حجّة الذي كتبها ، وحجّة الذي نفدها ، وحجّة الذي أخذها ، وحجة الذي أمر بها " .

وقال سعيد بن جبير : جاء رجل إلى ابن عبّاس فقال : إني آجرت نفسي واشترطت عليهم الحجّ ( معهم ) فهل يجزيني ذلك ؟

قال : انت من الذين قال الله { أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ } . { وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } يعني إذا حاسب فحسابه سريع لانه لا يحتاج إلى تمديد ولا وعي منه ولا روية ولا فكرة .

وقال الحسن : أسرع من لمح البصر .

وفي الحديث ان الله تعالى يحسب في قدر حلب شاة وقيل هو إنه إذا حاسب . . . واحداً واحداً حاسب جميع الخلق ، فمعنى الحساب تعريف الله عباده مقادير الجزاء على أعمالهم وتذكيره إياهم ما نسوه من ذلك ، يدلّ عليه قوله { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [ المجادلة : 6 ] .