بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ نَصِيبٞ مِّمَّا كَسَبُواْۚ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (202)

{ أولئك } ، يعني المؤمنين الذين يدعون بهذا الدعاء { لَهُمْ نَصِيبٌ } ، أي حظ { مِمَّا كَسَبُواْ } من حجهم . ويقال : لهم ثواب مما عملوا . وقال قتادة : ذكر لنا أن رجلاً كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم ما كنت معاقبني به في الآخرة ، فعجِّله لي في الدنيا ؛ فأضني الرجل في مرضه حتى نحل جسمه ، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فأخبره بأنه كان يدعو بكذا وكذا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ بِعُقُوبَةِ الله تَعَالَى ولكن قُلْ : { رَبَّنَا آتِنَا فِى الدنيا حَسَنَةً وَفِي الآخرة حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النار } » فدعا بها الرجل فبرأ .

ثم قال : { والله سَرِيعُ الحساب } ؛ قال الكلبي : إذا حاسب فحسابه سريع . ويقال : والله سريع الحفظ . وقال الضحاك : يعني لا يخالطه العباد في الحساب يوم القيامة ولا يشغله ذلك . ويقال : يحاسب كل إنسان فيظن كل واحد منهم أنه يحاسبه خاصة .