الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ نَصِيبٞ مِّمَّا كَسَبُواْۚ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (202)

قوله تعالى : { أُولَئِكَ } : مبتدأ و " لهم " خبرٌ مقدم ، و " نصيب " مبتدأ ، وهذه الجملةُ خبرُ الأولِ ، ويجوز أن يكونَ " لهم " خبرَ " أولئك " ، و " نصيب " فاعلٌ به لِما تضمَّنه من معنى الفعلِ لاعتمادِه ، والمشارُ إليه بأولئك فيه قولان ، أظهرهُما : أنهما الفريقان : طالبُ الدنيا وحدَها وطالبُ الدنيا والآخرة . وقيل : بل للفريقِ الأخيرِ فقط ، أعنى طالبَ الدنيا والآخرة .

قوله : { مِّمَّا كَسَبُواْ } متعلقٌ بمحذوفٍ لأنه صفةٌ ل " نصيب " ، فهو في محلِّ رفعٍ . وفي " مِنْ " ثلاثةُ أقوال ، أحدُها : أنها للتبعيض ، أي : نصيب من جنس ما كسبوا . والثاني : أنها للسببيةِ ، أي : من أجلِ ما كَسَبوا . والثالث : أنها للبيان . و " ما " يجوزُ فيها وجهان ، أن تكونَ مصدريةً أي : مِنْ كَسْبِهم ، فلا تحتاجُ إلى عائدٍ . والثاني : أنها بمعنى الذي ، فالعائدُ محذوفٌ لاستكمال الشروط ، أي : من الذي كسبوه .