{ فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ } أي أتمه وفرغ منه .
أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال : أخبرنا مكي بن عبدان عن عبد الرحمن ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن بشر ، قال : حدّثنا موسى بن عبد العزيز ، قال : حدّثنا الحكم بن أبان ، قال : حدّثني عكرمة ، قال : قال ابن عباس : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأجلين قضى موسى ؟ قال : " أبعدهما وأطيبهما " .
وأخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله المزني ، قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ، قال : حدّثنا محمد بن عبد الجبار الهمذاني ، قال : حدّثنا يحيى بن بكير قال : حدّثنا ابن لهيعة ، عن الحارث بن زيد ، عن علي بن رباح ، عن عتبة بن التيب وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسكن الشام ، ومات في زمن عبد الملك قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأجلين قضى موسى ؟ قال : " أبرهما وأوفاهما " .
وروى محمد بن إسحاق ، عن حكم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال لي يهودي بالكوفة وأنا أتجهز للحج : إنّي أراك رجلا تتبع العلم ، أخبرني أي الأجلين قضى موسى ؟ قلت : لا أعلم ، وأنا الآن قادم على حبر العرب يعني ابن عباس فسأسأله عن ذلك ، فلمّا قدمت مكة سألت ابن عباس عن ذلك ، فقال : قضى أكثرهما وأطيبهما ، إنّ النبي إذا وعد لم يخلف ، قال سعيد : فقدمت العراق ، فلقيت اليهودي فأخبرته ، فقال : صدق ، ما أنزل على موسى هذا والله العالم . وقال وهب : أنكحه الكبرى ، وقد روي أنّ النبي ( عليه السلام ) قال : " تزوج صغراهما وقضى أوفاهما " فإن صح هذا الخبر فلا معدل عنه .
وقال مجاهد : لما قضى موسى الأجل ومكث بعد ذلك عند صهره عشراً أخرى ، فأقام عنده عشرين سنة ، ثم إنّه استأذنه في العودة إلى مصر لزيارة والدته وأخيه ، فأذن له ، فسار بأهله وماله ، وكانت أيام الشتاء وأخذ على غير الطريق مخافة ملوك الشام ، وامرأته في شهرها لا يدري أليلا تضع أم نهاراً ، فسار في البرية غير عارف بطرقها فألجأه المسير إلى جانب الطور الغربي الأيمن في ليلة مظلمة شديدة البرد ، وأخذ امرأته الطلق ، فقدح زنداً فلم تور ( المقدحة شيئاً ) ، فآنس من جانب الطور ناراً { قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُواْ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ } قطعة وشعلة { مِّنَ النَّارِ } وفيها ثلاث لغات : فتح الجيم وهي قراءة عاصم ، وضمها وهي قراءة حمزة ، وكسرها وهي قراءة الباقين ، وقال قتادة ومقاتل : الجذوة : العود الذي قد احترق بعضه ، وجمعها جُذيّ ، قال ابن مقبل : باتت حواطب ليلى يلتمسن لها جزل الجُذي غير خوار ولا دعر { لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } أي تستدفئون وتستحمّون بها من البرد
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.