الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَجَآءَتۡهُ إِحۡدَىٰهُمَا تَمۡشِي عَلَى ٱسۡتِحۡيَآءٖ قَالَتۡ إِنَّ أَبِي يَدۡعُوكَ لِيَجۡزِيَكَ أَجۡرَ مَا سَقَيۡتَ لَنَاۚ فَلَمَّا جَآءَهُۥ وَقَصَّ عَلَيۡهِ ٱلۡقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفۡۖ نَجَوۡتَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (25)

{ فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَآءٍ } قال عمر بن الخطاب «رضي الله عنه » : مستترة بكم درعها لوف قد سترت وجهها بيدها ، روى قتادة ، عن طرف ، قال : أما والله لو كان عند نبي الله شيء ما اتبع مذقتها ، ولكنّه حمله على ذلك الجهد .

{ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } فانطلق موسى معها يتبعها ، فهبت الريح ، فألزقت ثوب المرأة بردفها ، فكره موسى أن يرى ذلك منها ، فقال لها : امشي خلفي ، وانعتي لي الطريق ، ودليّني عليها إن أخطأت ، فإنّا بني يعقوب لا ننظر إلى أعجاز النساء { فَلَمَّا جَآءَهُ } يعني الشيخ { وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ } أخبره بأمره والسبب الذي أخرجه من أرضه { قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } يعني فرعون وقومه لا سلطان له بأرضنا .