الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (17)

{ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } أي خُبّئ لهم ، هذه قراءة العامّة . وقرأ حمزة ويعقوب أُخفي مرسلة الياء أي : أنا أخفي وحجّتهما قراءة عبدالله : نُخفي بالنون . وقرأ محمّد بن كعب : أخْفى بالألف يعني : أخفى الله من قرّة أعين ، قراءة العامّة على التوحيد .

أخبرنا عبدالله بن حامد الوزان ، عن مكي بن عبدان ، عن عبدالله بن هاشم قال : أخبرني أبو معاوية عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بله ما ( قد ) أطلعتكم عليه ، اقرأوا إن شئتم فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِي لَهُمْ مِنْ قُرَّاتَ أَعْيُن " . { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

قال : وكان أبو هريرة يقرأ . هكذا : قرّات أعين . وقال ابن مسعود : إنّ في التوراة مكتوباً : لقد أعد الله للّذين تَتَجَافَى جُنوُبُهُم عَنِ المَضَاجِع ما لم تَرَ عين ولم تسمع أُذن ولا يخطر على قلب بشر وما لا يعلمه ملك مقرّب ، وإنّه لفي القرآن { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } الآية .