الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{أَوَمَن يُنَشَّؤُاْ فِي ٱلۡحِلۡيَةِ وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَيۡرُ مُبِينٖ} (18)

{ أَوَمَن يُنَشَّؤُاْ } قرأها أهل الكوفة بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين على غير تسمية الفاعل . أي يُربي غيرهم { يَنْشَؤا } بفتح الياء وجزم النون وتخفيف الشين ، أي ينبت ويكبر . { فِي الْحِلْيَةِ } في الزينة ، يعني النساء . قال مجاهد : رخّص للنساء في الحرير والذهب ، وقرأ هذه الآية .

أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا محمد بن الحسين الزعفراني ، حدثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب ، حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن سعيد بن أبي هند ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الذهب والحرير حرام على ذكور أمتي ، حلّ لأُناثهم " .

{ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } للحجة من ضَعفهنَّ وسَفَههُنَّ . قال قتادة في هذه الآية : قلما تتكلم امرأة بحجّتها إلاّ تكلمت الحجة عليها ، وفي مصحف عبد الله ( وهو في الكلام غير مبين ) .

وقال بعض المفسرين : عني بهذه الآية أوثانهم الّتي كانوا يعبدونها ويجلّونها ويزينونها وهي لا تتكلم ولا تنبس . قال ابن زيد : هذه تماثيلهم الّتي يضربونها من فضة وذهب ، وينشؤنها في الحلية يتعبدونها . في محلّ من ثلاثة وجوه : الرفع على الابتداء ، والنصب على الإضمار ، مجازه : أو من ينشاء يجعلونه ربّاً أو بنات الله ، والخفض ردّاً على قوله : { مِمَّا يَخْلُقُ } وقوله : { بِمَا ضَرَبَ } . .