الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَوَمَن يُنَشَّؤُاْ فِي ٱلۡحِلۡيَةِ وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَيۡرُ مُبِينٖ} (18)

ثم زاد سبحانه في توبيخهم وإفساد رأيهم بقوله : { أَوَمَن يُنَشَّأُ في الحلية }التقدير : أو مَنْ يُنَشَّأُ في الْحِلْيَةِ هو الذي خَصَصْتُم به اللَّه عز وجل ، والحِلْيَةُ : الْحَليُ من الذهب والفضة والأحجار ، و{ يُنَشَّأُ } معناه : ينبت وَيَكْبُر ، و{ الخصام } : المحاجَّةُ ومجاذبة المحاورة ، وقَلَّ ما تجد امرأة إلاَّ تُفْسِدُ الكلام وتخلط المعاني ، وفي مصحف ابن مسعود : ( وَهُوَ في الكَلاَمِ غَيْرُ مُبِينٍ ) والتقدير : غير مُبِينٍ غَرَضاً أو منزعاً ونحو هذا ، وقال ابن زيد : المراد ب { مَنْ يُنَشَّأُ في الحلية } : الأصنامُ والأوثان ، لأنَّهم كانوا يجعلون الحَلْيَ على كثيراً منها ، ويتخذون كثيراً منها من الذهب والفضة .