فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَوَمَن يُنَشَّؤُاْ فِي ٱلۡحِلۡيَةِ وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَيۡرُ مُبِينٖ} (18)

ثم زاد في توبيخهم وتقريعهم فقال : { أَوْ من يُنَشَّأُ في الحلية وَهُوَ في الخصام غَيْرُ مُبِينٍ } معنى ينشأ : يربى ، والنشوء : التربية ، والحلية : الزينة ، و{ من } في محل نصب بتقدير مقدّر معطوف على { جعلوا } ؛ والمعنى : أو جعلوا له سبحانه من شأنه أن يربى في الزينة وهو عاجز عن أن يقوم بأمور نفسه ، وإذا خوصم لا يقدر على إقامة حجته ودفع ما يجادله به خصمه لنقصان عقله وضعف رأيه ؟ قال المبرد : تقدير الآية : أو يجعلون له من ينشأ في الحلية ، أي : ينبت في الزينة ؟ قرأ الجمهور : { ينشأ } بفتح الياء وإسكان النون ، وقرأ ابن عباس والضحاك ، وابن وثاب ، وحفص ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين . واختار القراءة الأولى أبو حاتم ، واختار الثانية أبو عبيد . قال الهروي : الفعل على القراءة الأولى لازم ، وعلى الثانية متعدّ . والمعنى : يربى ويكبر في الحلية . قال قتادة : قلما تتكلم امرأة بحجتها إلاّ تكلمت بالحجة عليها . وقال ابن زيد والضحاك : الذي ينشأ في الحلية أصنامهم التي صاغوها من ذهب وفضة .

/خ20