الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسۡـَٔلُونَ} (19)

{ وَجَعَلُواْ الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً } قرأ أبو عمرو وأهل الكوفة { عِبَادُ الرَّحْمَنِ } بالألف والياء ، وأختاره أبو عبيد قال : لأن الإسناد فيها أعلى ولأنّ الله تعالى إِنّما كذبهم في قوله : { بَنَاتٍ الله } فأخبر إنّهم عبيده وليسوا بناته ، وهي قراءة ابن عباس .

أخبرنا محمد بن نعيم ، أخبرنا الحسين بن أيوب ، أخبرنا علي بن عبد العزيز ، أخبرنا القاسم بن سلام ، حدثنا هيثم عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، إنَّهُ قرأها { عِبَادُ الرَّحْمَنِ } .

قال سعيد : فقلت لابن عباس : إنَّ في مصحفي عبد الرّحمن . فقال : إمسحها وإكتبها { عِبَادُ الرَّحْمَنِ } ، وتصديق هذه القراءة ، قوله

{ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } [ الأنبياء : 26 ] ، وقرأ الآخرون عند الرّحمن بالنون وإختاره أبو حاتم ، قال : لأن هذا مدح ، وإذا قلت : { عِبَادُ الرَّحْمَنِ } وتصديقها قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ } .

{ أَشَهِدُواْ } أَحَضِرُوا { خَلْقَهُمْ } حتّى يعرفوا إنّهم أناث ، وقرأ أهل المدينة { أَشَهِدُواْ } على غير تسمية الفاعل أي أَحضروا . { خَلْقَهُمْ } حين خلقوا .

{ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ } على الملائكة إنّهم بنات الله { وَيُسْأَلُونَ } عنها .