السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَوَمَن يُنَشَّؤُاْ فِي ٱلۡحِلۡيَةِ وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَيۡرُ مُبِينٖ} (18)

وقوله تعالى : { أومن ينشأ } أي : على ما جرت به عوائدكم { في الحلية } يجوز في مَنْ وجهان ؛ أحدهما : أن تكون في محل نصب مفعولاً بفعل مقدر أي : أو تجعلون من ينشأ في الحلية ، والثاني : أنه مبتدأ وخبره محذوف تقديره أو من ينشأ جزء ولد أو جعلوه له جزء ، والمعنى : أن التي تتزين في الحلية تكون ناقصة الذات لأنه لولا نقصانها في ذاتها لما احتاجت إلى تزيين نفسها بالحلية ، وقرأ حمزة والكسائي وحفص بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين أي : يربي ، والباقون بفتح الياء وسكون النون وتخفيف الشين ، وإذا وقف همزة وهشام أبدلا الهمزة ألفاً ولهما أيضاً تسهيلها والروم والإشمام ، ثم بين نقصان حالها بطريق آخر بقوله تعالى : { وهو } أي : والحال أنه وقدم في إفادة الاهتمام قوله تعالى : { في الخصام } أي : المجادلة إذا احتج إليها فيها { غير مبين } أي : مظهر حجته لضعفه عنها بالأنوثة ، قال قتادة : في هذه الآية قلما تتكلم امرأة فتريد أن تتكلم بحجتها إلا تكلمت بالحجة عليها .