الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (33)

{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ } يعني الطواف عُراة { مَا ظَهَرَ مِنْهَا } طواف الرجال بالنهار { وَمَا بَطَنَ } طواف النساء بالليل .

وقيل : هي الزنا و[ المخالة ] .

وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " ليس أحد أحب إليه من المدح من الله سبحانه من أجل ذلك مدح نفسه ، وليس أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش ، ما ظهر منها وما بطن ، وليس أحد أحب إليه العذر من الله عزّ وجلّ من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل " .

{ وَالإِثْمَ } يعني الذنب والمعصية . وقال الحسن : الإثم الخمر . وقال الشاعر :

شربت الإثم ظل عقلي كذلك *** الأثمّ يذهب بالعقول

وقال الآخر :

نشرب الإثم بالصواع جهاراً *** ونرى السكر بيننا مستعارا

{ وَالْبَغْيَ } وهو الظلم { بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } حجة وبرهاناً { وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } تحريم الملابس والمأكل