الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَأَنَّا مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا ٱلۡقَٰسِطُونَۖ فَمَنۡ أَسۡلَمَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ تَحَرَّوۡاْ رَشَدٗا} (14)

{ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ } الجائرون العادلون عن الحق . يقال : أقسط الرجل فهو مقسط إذا عدل ، قال الله سبحانه :

{ وَأَقْسِطُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [ الحجرات : 9 ] ، وقسط يقسط قسوطاً إذا جاد . قال الشاعر :

قوم هم قتلوا ابن هند عنوة *** عمراً وهم قسطوا على النعمان

وأنشد ابن زيد :

قسطنا على الأملاك في عهد تبّع *** ومن قبل ما أدرى النفوس عقابها

ونظيره في الكلام المترب : الفقير ، والمترب : الغني .

{ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } أي قصدوا وأعدّوا وتوخّوا ومنه بتحرّى القبلة لمن عميت عليه . وقال امرؤ القيس :

ديمة هطلاء فيها وطف *** طبق الأرض تحرّى وتدر

{ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً } .