اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأَنَّا مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا ٱلۡقَٰسِطُونَۖ فَمَنۡ أَسۡلَمَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ تَحَرَّوۡاْ رَشَدٗا} (14)

قوله : { وَأَنَّا مِنَّا المسلمون وَمِنَّا القاسطون } . أي : وأنا بعد استماع القرآن مختلفون ، فمنا من أسلم ومنا من كفر ، والقاسط : الجائر لأنه عادل عن الحق ، والمقسط : العادل لأنه عادل إلى الحق ، قسط : إذا جار ، وأقسط : إذا عدل ؛ قال : [ الكامل ]

4908 - قَوْمٌ همُ قتلُوا ابنَ هِنْدٍ عَنْوةً***عَمْراً وهُمْ قَسطُوا على النُّعمَانِ{[58158]}

وقد تقدم في أول «النساء » أن «قَسَطَ » : ثلاثياً بمعنى «جَارَ » ، و «أقسط » الرباعي بمعنى «عَدَل » . وأن الحجاج قال لسعيد بن جبيرٍ : ما تقول فيَّ ؟ .

قال : إنَّك قاسط عادل ، فقال الحاضرون : ما أحسن ما قال ، فقال : يا جهلة ، جعلني كافراً جائراً ، وتلا قوله تعالى : { وَأَمَّا القاسطون فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً } . وقرأ { ثْمَّ الذين كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } [ الأنعام : 1 ] .


[58158]:ينظر القرطبي 19/12، والبحر 8/344، وروح المعاني 29/111.