{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ } قال سعيد بن جبير : قالت الجن لنبي الله كيف لنا أن نأتي المسجد ونشهد معك الصلاة ونحن ناؤون عنك ؟ فنزلت : وأن المساجد لله { فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَداً } . قال قتادة : كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله ، فأمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أن يخلصوا له الدعوة إذا دخلوا المساجد ، وأراد بها المساجد كلّها .
وقال الحسن : أراد بها البقاع كلها وذلك ، أن الأرض جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم مسجداً ، وكان المسلمون بعد نزول هذه الآية إذا دخل أحدهم المسجد قال : أشهد أن لا إله إلاّ الله والسلام على رسول الله .
وقال سعيد بن جبير وطلق بن حبيب : أراد بالمساجد الأعضاء التي يسجد عليها العبد وهي سبعة : القدمان والركبتان واليدان والوجه . وسمعت محمد بن الحسن السلمي يقول : سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبو القيّم البزاز يقول : قال ابن عطاء : مساجدك أعضاؤك التي أمرت أن تسجد عليها لا تذللها لغير خالقها .
وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن زكريا غير مرة ، قال : أخبرنا ابن الشرقي ، قال : حدّثنا حمدان السلمي ، قال : حدّثنا موسى بن إسماعيل ومعلّى بن أسيد ومسلم بن إبراهيم ، قالوا : حدّثنا وهيب ، قال : حدّثنا ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أُمرتُ أن أسجد على سبعة : أعظم الجبهة وأشار بيده إلى أنفه واليدين والركبتين وأطراف القدمين ، وأن لا أكف شعراً ولا ثوباً " .
وأخبرنا أبو بكر الجوزقي ، قال : أخبرنا عمرو بن عبد الله البصري ، قال : حدّثنا أحمد بن سلمة ، قال : حدّثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثنا بكر بن مضر عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سجد العبد سجد معه سبعة " فإن جعلت المساجد المواضع فواحدها مسجد بكسر الجيم ، وإن جعلت الأعضاء فواحدها مسجَد بفتح الجيم . وقال الحسن : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ } يعني الصلوات فلا تدعوا مع الله أحداً أي أفردوا له التوحيد وأخلصوا له العبادة . وقيل : معناه فردّوها لذكر الله وعبادته فلا تتخذوها متجراً ولا مجلساً ولا طرقاً ولا تجعلوا فيها لغير الله نصيباً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.