* لاَّبِثِينَ } قرأه العامة بالألف وقرأ علقمة وحمزة : لبثين بغير ألف وهما لغتان { فِيهَآ أَحْقَاباً } جمع حقب والحقب جمع حقبة كقول متمم :
وكنا كندماني جذيمة حقبةً *** من الدهر حتى قيل لن يتصدّعا
واختلف العلماء في معنى الحقب فقال قوم : هو اسم للزمان والدّهر وليس له حدّ ، وروى أبو الضحى عن ابن مسعود قال : لا يعلم عدد الأحقاب إلاّ الله عزّوجل ، وقال آخرون : هو محدود . ثم اختلفوا في مبلغ مدّته فقال طارق بن عبد الرحمن : دعاني شيخ بين الصفا والمروة فإذا عنده كتاب عبد الله بن عمرو { لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً } ان الحقب أربعون سنة كلّ يوم منها ألف سنة ، وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا موسى بن محمد وابن حسن قالا : حدّثنا محمد بن عمران قال : حدّثنا ابن المقري وأبو عبيد الله قالا : حدّثنا [ محمد بن يحيى ] العرني عن سفيان عن عمّار الدهني قال : قال علي بن أبي طالب لهلال الهجري : ما يجدون في الحقب في كتاب الله المنزل قال : يجده في كتاب الله ثمانين سنة كل سنة اثنا عشر شهراً لكل شهر ثلاثون يوماً كل يوم ألف سنة .
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن الفتح قال : حدّثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي قال : حدّثنا زياد بن أبي يزيد قال : حدّثنا سليمان بن مسلم عن سليمان الحتمي عن نافع عن [ ابن عمر ] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والله لا يخرج من النار من دخلها حتى يكونوا فيها أحقاباً ، والحقب بضع وثمانين سنة ، والسنة ثلثمائة وستون ويوماً ، كل يوم ألف سنة مما تعدون ، فلا يتكّلنّ أحد على أن يخرج من النار " .
وقال أُبي بن كعب : بلغني أن الحقب ثلثمائة سنة كل سنة ثلثمائة وستون يوماً كلّ يوم ألف سنة ، وقال الحسن : إنّ الله سبحانه لم يذكر شيئاً إلاّ وجعل له مدّة ينقطع إليها ولم يجعل لأهل النار مدّة بل قال : { لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً } فوالله ما هو إلاّ أنه إذا مضى حقب دخل آخر ثم آخر ثم آخر كذلك إلى أبد الآبدين فليس للأحقاب عدة إلاّ الخلود في النار ولكن قد ذكروا أن الحقب الواحد سبعون ألف سنة كل يوم منها ألف سنة ممّا نعده ، وقال مقاتل بن حيان : الحقب الواحد سبع عشرة ألف سنة ، وقال وهذه الآية منسوخة { فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً } [ النبأ : 30 ] يعني أن العدد قد ارتفع والخلود قد حصل ، وقال بعض العلماء مجاز الآية { لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً } : لا يذوقون في تلك الأحقاب إلاّ حميماً وغساقاً ثم يلبثون أحقاباً يذوقون حرّ الحميم ، والغساق من أنواع العذاب ، فهو توقيت لأنواع العذاب لا بمكثهم في النار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.