وانتصاب { لابثين فيها أحقابا } على الحال المقدرة من الضمير المستكن في الطاغين قرأ الجمهور لابثين بالألف ، وقرئ بدون ألف ، وانتصاب ( أحقابا ) على الظرفية أي ماكثين في النار ما دامت الأحقاب ، وهي لا تنقطع ، وكلما مضى حقب جاء حقب ، وهي جمع حقب بضمتين وهو الدهر ، والأحقاب الدهور ، والحقب بضم الحاء وسكون القاف قيل هو ثمانون سنة .
وحكى الواحدي عن المفسرين أنه بضع وثمانون سنة ، السنة ثلاثمائة وستون يوما اليوم ألف سنة من أيام الدنيا ، وقال السدي الحقب سبعون سنة ، وقال بشير بن كعب ثلاثمائة سنة ، وقال ابن عمر أربعون سنة ، وقيل ثلاثون ألف سنة .
قال الحسن الأحقاب لا يدري أحدكم هي ، ولكن ذكروا أنها مائة حقب ، والحقب الواحد منها سبعون ألف سنة ، اليوم منها كألف سنة ، قال ابن عباس أحقابا سنين .
وعن سالم بن أبي الجعد قال سأل علي بن أبي طالب : هلال الهجري ما تجدون الحقب في كتاب الله ؟ قال نجده ثمانين سنة كل سنة منها إثنا عشر شهر كل شهر ثلاثون يوما كل يوم ألف سنة ، وعن ابن مسعود في الآية قال الحقب الواحد ثمانون سنة .
وعن أبي هريرة رفعه " قال الحقب ثمانون سنة والسنة ثلاثمائة وستون يوما ، كل يوم منها ألف سنة مما تعدون " .
وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " قال الحقب ألف شهر والشهر ثلاثون يوما والسنة إثنا عشر شهرا ثلاثمائة وستون يوما ، كل يوم ألف سنة مما تعدون فالحقب ثلاثون ألف ألف سنة " أخرجه ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه قال السيوطي بسند ضعيف .
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والله لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا والحقب بضع وثمانون سنة ، كل سنة ثلاثمائة وستون يوما ، واليوم ألف سنة مما تعدون " ، قال ابن عمر : فلا يتكلن أحد أنه يخرج من النار " أخرجه البزار وابن مردويه والبيهقي .
وعن ابن عمرو قال : الحقب الواحد ثمانون سنة وعن ابن عباس مثله ، وعن عبادة ابن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحقب أربعون سنة " أخرجه ابن مردويه .
وقيل الأحقاب وقت شربهم الحميم والغساق ، فإذا انقضت فيكون لهم نوع آخر من العذاب ، وعن خالد بن معدان في الآية وفي قوله { إلا ما شاء ربك } أنهما في أهل التوحيد من أهل القبلة .
وقيل إن الآية منسوخة بقوله : { فلن يزيدكم إلا عذابا } يعني أن العدد قد ارتفع ، والخلود قد حصل ، والأول أولى ، وقيل الآية محمولة على العصاة الذين يخرجون من النار ، والأولى ما ذكرناه أولا من أن المقصود بالآية التأييد لا التقييد ، وحكى الواحدي عن الحسن أنه قال : والله ما هي إلا أنه إذا مضى حقب دخل آخر ثم أخر كذلك إلى الأبد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.