البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{لَّـٰبِثِينَ فِيهَآ أَحۡقَابٗا} (23)

{ أحقاباً } : تقدم الكلام عليه في الكهف عند : { أو أمضي حقباً } والمعنى هنا : حقباً بعد حقب ، كلما مضى تبعه آخر إلى غير نهاية ، ولا يكاد يستعمل الحقب إلا حيث يراد تتابع الأزمنة ، كقول أبي تمام :

لقد أخذت من دار ماوية الحقب *** أنحل المغاني لليلى أم هي نهب

ويجوز أن يتعلق للطاغين بمرصاداً ، ويجوز أن يتعلق بمآبا .

ولبثين حال من الطاغين ، وأحقاباً نصب على الظرف .

وقال الزمخشري : وفيه وجه آخر ، وهو أن يكون من حقب عامنا إذا قل مطره وخيره ، وحقب إذا أخطأ الرزق فهو حقب ، وجمعة أحقاب ، فينتصب حالاً عنهم ، يعني لبثين فيها حقبين جحدين .