جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{بَلۡ إِيَّاهُ تَدۡعُونَ فَيَكۡشِفُ مَا تَدۡعُونَ إِلَيۡهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوۡنَ مَا تُشۡرِكُونَ} (41)

القول في تأويل قوله تعالى : { بَلْ إِيّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَآءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ } . .

يقول تعالى ذكره مكذّبا لهؤلاء العادلين به الأوثان : ما أنتم أيها المشركون بالله الاَلهة والأنداد إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة بمستجيرين بشيء غير الله في حال شدّة الهول النازل بكم من آلهة ووثن وصنم ، بل تدعون هناك ربكم الذي خلقكم وبه تستغيثون وإليه تفزعون دون كل شيء غيره . فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إلَيْهِ يقول : فيفرّج عنكم عند استغاثتكم به وتضرّعكم إليه عظيم البلاء النازل بكم إن شاء أن يفرّج ذلك عنكم ، لأنه القادر على كلّ شيء ومالك كلّ شيء دون ما تدعونه إلها من الأوثان والأصنام . وتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ يقول : وتنسون حين يأتيكم عذاب الله أو تأتيكم الساعة بأهوالها ما تشركونه مع الله في عبادتكم إياه ، فتجعلونه له ندّا من وثَن وَصَنم ، وغير ذلك مما تعبدونه من دونه وتدعونه إلها .