غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{بَلۡ إِيَّاهُ تَدۡعُونَ فَيَكۡشِفُ مَا تَدۡعُونَ إِلَيۡهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوۡنَ مَا تُشۡرِكُونَ} (41)

38

{ بل إياه تدعون } بل تخصونه بالدعاء دون الآلهة ، فيكشف ما تدعونه إلى كشفه إن شاء ؛ لأن قوارع الساعة لا تكشف عن المشركين . وعلى هذا يكون قوله { ادعوني أستجب لكم } [ غافر : 60 ] باقياً على إطلاقه لكن في الدنيا ، ولو علقت المشيئة بكشف العذاب في الدنيا كان قوله { ادعوني أستجب } [ غافر : 60 ] أيضاً مقيداً بالمشيئة { وتنسون ما تشركون } قال ابن عباس : تتركون الأصنام ولا تدعونها لعلمكم أنها لا تضر ولا تنفع ، ويجوز أن يراد : لا تذكرون الأصنام في ذلك الوقت ؛ لأن أذهانكم مغمورة بذكر الله وحده ، والمقصود من الآية تبكيت الكفار ، كأنه قيل : إذا كنتم ترجعون عند نزول الشدائد إلى الله تعالى لا إلى الأصنام فلم تقدمون عبادتها ؟ وفيه أن مبنى الدين على الحجة والدليل ، لا على محض التقليد .

/خ50