بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{بَلۡ إِيَّاهُ تَدۡعُونَ فَيَكۡشِفُ مَا تَدۡعُونَ إِلَيۡهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوۡنَ مَا تُشۡرِكُونَ} (41)

قوله تعالى : { بَلْ إياه تَدْعُونَ } قال أهل اللغة : بل للاستدراك والإيجاب بعد النفي . وإنما تستعمل في موضعين : أحدهما لتدارك الغلط ، والثاني : لترك شيء وأخذ شيء آخر . فهاهنا بيّن أنهم لا يدعون غير الله تعالى . وإنما يدعون الله عنهم ليكشف عنهم العذاب . { فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء } وإنما قرن بالاستثناء وبالمشيئة ، لأن كشف العذاب فضل الله تعالى ، وفضل الله تعالى يؤتيه من يشاء .

ثم قال : { وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ } يعني : تتركون دعاء الآلهة عند نزول الشدة .