تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{بَلۡ إِيَّاهُ تَدۡعُونَ فَيَكۡشِفُ مَا تَدۡعُونَ إِلَيۡهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوۡنَ مَا تُشۡرِكُونَ} (41)

الآية 41 [ وقوله تعالى : { بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون } ]{[7087]} أخبر أنهم لا يدعون غير الله في دفع ذلك وكشفه عنهم ، وأخبر أنهم إلى الله يتضرعون في دفع ذلك عنهم ، وهو ما ذكر عز وجل { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه } [ الإسراء : 67 وكقوله تعالى : { وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه } [ الزمر : 8 ] وكقوله تعالى : { فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين } [ العنكبوت : 65 ] .

ذكر هذا ، والله أعلم ، أنكم إذا مستكم الشدائد والبلايا لا تفزعون إلى الذين تشركون في عبادته وألوهيته ، كيف أشركتم أولئك في ربوبيته في غير الشدائد والبلايا ؟ { وتنسون ما تشركون } ؟ أي تتركون ما تشركون بالله من الآلهة ، فلا تدعونهم أن يكشفوا عنكم .


[7087]:- في الأصل وم: ثم.