الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَمَآ ءَامَنَ لِمُوسَىٰٓ إِلَّا ذُرِّيَّةٞ مِّن قَوۡمِهِۦ عَلَىٰ خَوۡفٖ مِّن فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِمۡ أَن يَفۡتِنَهُمۡۚ وَإِنَّ فِرۡعَوۡنَ لَعَالٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَإِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ} (83)

وقوله عز وجل : { فَمَا آمَنَ لموسى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ على خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِمْ } [ يونس : 83 ] .

اختلف المتأوِّلون في عود الضمير الذي في { قَوْمِهِ } ، فقالتْ فرقة : هو عائدٌ على موسَى ، وذلك في أول مبعثه ، وَمَلأُ الذُّرِّيَّةِ ، هم أشرافُ بني إِسرائيل .

قال ( ص ) : وهذا هو الظاهر ، وقالت فرقةٌ : الضميرُ في { قَوْمِهِ } عائدٌ على { فِرْعَوْنَ } ، وضمير { مَلإِيْهِمْ } عائدٌ على الذريَّة .

قال ( ع ) : ومما يضعِّف عوْدَ الضميرِ علَى موسَى : أَنَّ المعروفَ مِنْ أخبار بني إِسرائيل أنهم كانوا قوماً تقدَّمت فيهم النبوءاتِ ، ولم يُحفَظْ قطُّ أَنَّ طائفة من بَني إِسرائيل كَفَرَتْ به ، فدَلَّ على أن الذريَّة مِنْ قوم فِرعون .