قال الله تعالى : { فَمَا ءامَنَ لموسى } يعني : ما صدَّق بموسى { إِلاَّ ذُرّيَّةٌ مّن قَوْمِهِ } يعني : قبيلته من قومه الذين كانت أمَّهاتهم من بني إسرائيل ، وآباؤهم من القبط . وروى مقاتل ، عن ابن عباس أنه قال : { إِلاَّ ذُرّيَّةٌ مّن قَوْمِهِ } ، يعني : من قوم موسى عليه السلام وهم بنو إسرائيل ، وهم ستمائة ألف . قال : وكان يعقوب حين ركب إلى مصر من كنعان في اثنين وسبعين إنساناً ، فتوالدوا بمصر حتّى بلغوا ستمائة ألف . ويقال : { إِلاَّ ذُرّيَّةٌ مّن قَوْمِهِ } ، يعني : خربيل وهو الذي قال في آية أُخرى : { وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إيمانه أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّىَ الله وَقَدْ جَآءَكُمْ بالبينات مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كاذبا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صادقا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الذى يَعِدُكُمْ إِنَّ الله لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ } [ غافر : 28 ] .
ثم قال : { على خَوْفٍ مّن فِرْعَوْنَ وملائهم } يعني : فما آمن لموسى عليه السلام خوفاً من فرعون { وَمَلَئِهِمْ } إشارة إلى فرعون بلفظ الجماعة ، كقوله : { فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فاعلموا أَنَّمَآ أُنزِلِ بِعِلْمِ الله وَأَن لاَّ إله إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } [ هود : 14 ] يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم خاصة { أَن يَفْتِنَهُمْ } يعني : يقتلهم { وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأرض } يعني : لَعات . ويقال : الغالب ، ويقال : المخالف ، والمتكبر في أرض مصر { وَإِنَّهُ لَمِنَ المسرفين } يعني : لمن المشركين . روى موسى بن عبيدة ، عن محمد بن المنكدر ، قال : عاش فرعون ثلاثمائة سنة ، منها مائتين وعشرين سنة لم ير مكروهاً ، ودعاه موسى عليه السلام ثمانين سنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.