الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ نُوحٍ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكُم مَّقَامِي وَتَذۡكِيرِي بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡتُ فَأَجۡمِعُوٓاْ أَمۡرَكُمۡ وَشُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُنۡ أَمۡرُكُمۡ عَلَيۡكُمۡ غُمَّةٗ ثُمَّ ٱقۡضُوٓاْ إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ} (71)

وقوله : { فَأَجْمِعُوا } : من أَجْمَعَ الرَّجُلُ عَلَى الشَّيْءِ ، إِذا عزم عليه ؛ ومنه الحديثُ : ( ما لم يجمعْ مكثاً ) ، و{ أَمْرَكُمْ } : يريد به : قُدْرَتكُم وحِيَلكُمْ ، ونصب «الشركاء » بفعل مضمر ؛ كأنه قال : وادعوا { شَركَاءَكُمْ } فهو مِنْ باب : [ الرجز ]

عَلَفْتُهَا تِبْناً وَمَاءً بَارِدَا *** حَتَّى شَتَتْ هَمَّالَةً عَيْنَاهَا

وفي مصحفِ أبيٍّ : { فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ ، وادعوا شُرَكَاءَكُمْ } قال الفارسيُّ : وقد ينتصب «الشركاء » ب«واو مع » كما قالوا : جَاءَ البَرْدُ وَالطَّيَالِسَةَ .

وقوله : { ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً } .

أيْ : ملتبساً مشكلاً ؛ ومنه قوله عليه السلام في الهلال : ( فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُم ) .

وقوله : { ثُمَّ اقضوا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونَ } أي : أنفذوا قضاءكُمْ نَحْوِي ، ولا تؤخِّروني ، والنَّظِرَةُ : التأخير .