الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱصۡبِرۡ وَمَا صَبۡرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَلَا تَكُ فِي ضَيۡقٖ مِّمَّا يَمۡكُرُونَ} (127)

ثم عزم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الصَّبْر عن المجازاة بالتمثيل في القتلى ، ويروى أنه عليه السلام قَالَ لأصحابه : ( أَمَّا أنا فَأصْبِرُ كَمَا أُمِرْتُ ، فَمَاذَا تَصْنَعُونَ ؟ فَقَالُوا : نَصْبِرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كما نُدِبْنَا ! ! ! ) .

وقوله : { وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بالله } أي بمعونة اللَّهِ وتأييده على ذلك .

وقوله سبحانه : { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } ، قيل : الضمير في قوله : { عَلَيْهِمْ } ، يعودُ على الكُفار ، أي : لا تتأسَّف عليهم إنْ لم يُسْلِمُوا ، وقالتْ فرقة : بل يعودُ على القَتْلى ، حمزة وأصحابه الذين حَزِنَ عليهم صلى الله عليه وسلم ، والأولُ أصوبُ .

{ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } ، قرأ الجمهور : «في ضَيْقٍ » بفتح الضاد ، وقرأ ابن كثير بكسر الضاد ، وهما لغتان .