ثم صرح كل التصريح فقال :{ واصبر } ، ثم ذكر ما يفيد سهولة الصبر على النفس فقال : { وما صبرك إلا بالله } ، أي : بتوفيقه وتثبيته وربطه على قلبه ، وهذا سبب كلي مفيد للصبر . وأما السبب الجزئي القريب فذلك قوله : { ولا تحزن عليهم ولا تك } ، وذلك أن إقدام الإنسان على الانتقام لا يكون إلا عند هيجان الغضب ، وإنه لا يهيج إلا عند فوات نفع . وأشار إليه بقوله : { ولا تحزن عليهم } ، قيل : أي : على قتلى أحد . وقيل : على الكافرين كقوله : { فلا تأس على القوم الكافرين } [ المائدة : 68 ] ، وإلا حين توقع مكروه في المستقبل وأشار إلى ذلك بقوله : { ولا تك في ضيق } ، من قرأ بكسر الضاد فظاهر وهو من الكلام المقلوب الذي يشجع عليه أمن الإلباس ؛ لأن الضيق وصف فهو يكون في الإنسان ولا يكون الإنسان فيه . وفيه لطيفة أخرى وهي أن الضيق إذا عظم وقوي صار كالشيء المحيط به من جميع الجوانب ، ومن قرأ بفتحها فإما على أنه مصدر أيضاً أو على أنه مخفف ضيق فمعناه في أمر ضيق ، وإنما لم يقل : " ولا تكن " بالنون كما في آخر النمل موافقة لما قبله ، { ولم يك من المشركين } ، ولأن الحزن ههنا أكثر بناء على أنها وردت في قتل حمزة ، فبولغ بالحذف في النهي عن الحزن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.