وقيل : هي منسوخة بقوله : { واصبر وما صبرك إلا بالله }
وقيل : هي منسوخة بالقتال والأمر به ، وإنما كان هذا خبر أمر الله [ عز وجل{[40141]} ] نبيه [ صلى الله عليه وسلم{[40142]} ] ألا يقاتل{[40143]} إلا من قاتله{[40144]} لقوله : { وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا }{[40145]} أي{[40146]} : تقاتلوا من لم يقاتلكم{[40147]} . فقال المسلمون إن قاتلونا وأظهرنا{[40148]} الله عز وجل عليهم{[40149]} لنمثلن{[40150]} بهم فنسخ ذلك في براءة بقوله { فافتلوا المشركين حيث وجدتموهم }{[40151]} وهذا القول : مروي عن ابن عباس{[40152]} .
ومن قال : إن{[40153]} هذه الآية محكمة ، قال : عني بقوله { واصبر وما صبرك إلا بالله } [ 127 ] نبي الله [ عز وجل ] وحده ثم نسخ ذلك بالأمر بالقتال في براءة وهو قول ابن زيد{[40154]} .
وعن ابن سيرين والنخعي وسفيان : إن الآية عامة{[40155]} معناها من ظلم بظلامة فلا يحل [ له{[40156]} ] أن يأخذ من ظالمه أكثر مما ناله منه ولا يتجاوز إلى أكثر من حقه{[40157]} .
وروى أبو هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب حيث استشهد فنظر إلى شيء لم ينظر قط إلى شيء كان أوجع منه لقلبه{[40158]} ونظر إليه ، قد مثل به ، فقال : رحمة الله عليك ، فإنك كنت ما علمتك ، فعولا للخيرات ، فعولا للخيرات ، وصولا للرحم ، ولولا حزن من بعدك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أفواه شتى . أما والله ، مع ذلك ، لأمثلن بسبعين منهم . فنزل جبريل{[40159]} [ والنبي صلى الله/عليهما ] واقف بخواتم النحل .
{ وإن عاقبتم [ فعاقبوا{[40160]} ] } الآية{[40161]} . فصبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وكفر عن يمينه ، ولم يمثل بأحد .
ثم قال تعالى : { واصبر وما صبرك إلا بالله } [ 127 ] .
أي : اصبر يا محمد على أذى من أذاك ، وما صبرك إذا صبرت إلا بمعونة الله [ لك{[40162]} ] وتوفيقه إياك لذلك .
{ ولا تحزن عليهم } [ 128 ] أي : على هؤلاء المشركين الذين يكذبون ويمثلون بالمسلمين . { ولا تك في ضيق مما يمكرون } [ 127 ] أي : لا يضيق صدرك من قولهم فيما جئتهم به أنه سحر ، وأنه شعر ، والمكر الخديعة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.