الآية : 127 وقوله تعالى : { واصبر } يا محمد ، { وما صبرك إلا بالله } ، ( يحتمل وجهين :
أحدهما ){[10619]} : أي : وما توفيقك على الصبر إلا بالله كقول شعيب : { وما توفيقي إلا بالله } الآية ( هود : 88 ) .
والثاني : { واصبر وما صبرك إلا بالله } ، أي : تركك القصاص لأمر الله حين{[10620]} أمرك به ، لا لضعف أو عجز فيك .
وقوله تعالى : { ولا تحزن عليهم } ، قال بعضهم : إنه كان يحزن ، ويضيق صدره لمكان كفرهم بالله وتركهم الإيمان كقوله : { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } ( الشعراء : 3 ) ، وقوله : { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } ( فاطر : 8 ) ، فقال : { ولا تحزن عليهم } ، لذلك على التسلي والتخفيف لا على النهي عن ذلك .
ويحتمل قوله : { ولا تحزن عليهم } / 295 – ب / على المؤمنين الذين قتلوا ، واستشهدوا لأنهم مستبشرون فرحون ، { بما آتاهم الله من فضله } ( آل عمران : 170 ) ، أي : لا تحزن عليهم ، وهم ( في ما ) {[10621]} ذكر ، أو لا تحزن على المؤمنين ، ولا يضيقن صدرك مما يمكر بك أولئك الكفرة ؛ إذ كانوا يمكرون برسول الله وبأصحابه ، ويؤذونهم . أخبر ألا يضيقن صدرك لذلك .
وقال بعضهم : نزلت في أمر حمزة سيد الشهداء ، وإنه مثل ( به ){[10622]} وجُرِح جراحات عظيمة ، فاشتد على النبي ، فقال : ( لئن ظفرنا بأولئك لَنَفعَلَنَ كذا ، ولنفعلن كذا ) ( الطبراني في الكبير 11051 ) ، فنزلت الآية : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } ( النحل : 126 ) .
لكن إن ثبت هذا فإنه يكون في الوقت الذي كان يؤخذ غير {[10623]} القاتل والجارح بالقتل ؛ وذلك قد كان في الابتداء .
ألا ترى أنه قال : { الحر بالحر والعبد بالعبد } ( البقرة : 178 ) ، كانوا هموا أن يأخذوا الحر بالعبد والذكر بالأنثى حتى نزل هذا ؟ فصار منسوخا به وبقوله : { ولكم في القصاص حياة } ( البقرة : 179 ) ، ولو كان يؤخذ غير القاتل بالقصاص لم يكن فيه حياة .
أو إن قاتلوا في الحرب مع الكفرة ، فذلك يحتمل ؛ لأنه في الحرب ، لهم أن يقتلوا الكل ، وألا يتركوا واحدا منهم .
دل أنه يُخََّرَجَُ على أحد وجهين :
( أحدهما ){[10624]} : على النسخ الذي ذكرنا .
والثاني {[10625]} : على النهي عن أخذ أكثر من حقه كقوله : { فاعتدوا عليه } الآية ( البقرة : 194 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.