الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ إِذَا كِلۡتُمۡ وَزِنُواْ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِيمِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلٗا} (35)

قال الحسن : { القِسْطَاسِ } هو القَبَّان ، وهو القرسطون ، وقيل : { القِسْطَاسِ } : هو الميزانُ ، صغيراً كان أو كبيراً .

قال ( ع ) : وسمعت أبي رحمه الله تعالى يَقُولُ : رأيْتُ الواعِظَ أبا الفضْلِ الجَوْهَرِيَّ رحمه الله في جامعِ عمرو بن العاص يعظُ النَّاسَ في الوزْن ، فقال في جملة كلامه : إِن في هيئة اليَدِ بالميزانِ عِظَةً ، وذلك أنَّ الأصابعَ يجيءُ منها صُوَرةُ المكتوبة ألف ولامَانِ وهاء ، فكأنَّ الميزان يقولُ : اللَّه ، اللَّه .

قال ( ع ) : وهذا وعظٌ جميلٌ ، «والتأويل » ، في هذه الآية المآلُ ؛ قال قتادة ، ويحتمل أنْ يكون التأويلُ مصدر تأولَّ ، أي : يتأول عليكم الخَيْر في جميع أموركم ، إِذا أحسنتم الكيلَ والوَزْن .

وقال ( ص ) : { تَأْوِيلاً } أي : عاقبةً انتهى .