وقد تقدّم الكلام على هذا مستوفى في الأنعام { وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ } قد مضى الكلام فيه في غير موضع . قال الزجاج : كل ما أمر الله به ونهى عنه ، فهو من العهد ، فيدخل في ذلك ما بين العبد وربه ، وما بين العباد بعضهم البعض . والوفاء بالعهد : هو القيام [ بحفظه ] على الوجه الشرعي والقانون المرضي ، إلاّ إذا دلّ دليل خاص على جواز النقض { إِنَّ العهد كَانَ مَّسْؤولاً } أي : مسئولاً عنه ، فالمسئول هنا : هو صاحبه ، وقيل : إن العهد يسأل تبكيتاً لناقضه . { وَأَوْفُوا الكيل إِذا كِلْتُمْ } أي : أتموا الكيل ولا تخسروه وقت كيلكم للناس . { وَزِنُوا بالقسطاس المستقيم } . قال الزجاج : هو ميزان العدل أيّ : ميزان كان من موازين الدراهم وغيرها ، وفيه لغتان : ضم القاف ، وكسرها ، وقيل هو القبّان المسمى بالقرسطون ؛ وقيل هو العدل نفسه ، وهي لغة الروم ، وقيل : لغة سريانية . وقرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وعاصم في رواية أبي بكر ( القُسطاس ) بضم القاف ، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بكسر القاف ، والإشارة بقوله : { ذلك } إلى إيفاء الكيل والوزن ، وهو مبتدأ ، وخبره { خَيْرٌ } أي : خير لكم عند الله وعند الناس ، يتأثر عنه حسن الذكر وترغيب الناس في معاملة من كان كذلك { وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } أي : أحسن عاقبة ، من آل إذا رجع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.